توصل علماء في بتسوانا إلى أن نفوق مئات الأفيال في وقت سابق من هذا العام ربما كان سببه سموم تنتجها “البكتيريا الزرقاء”، وسط جهود لاختبار أحواض المياه بحثاً عن تكاثر الطحالب في موسم الأمطار المقبل، لتقليل خطر حدوث نفوق جماعي آخر.
وعثر على مئات الفيلة النافقة في منطقة “دلبتا أوكافانغو”، شمال بوتسوانا، وأوضحت الحكومة أن نفوقها عائد إلى سموم يفرزها نوع من البكتيريا يسمى البكتيريا الزرقاء.
والبكتيريا الزرقاء أو “الزراقم”، هي كائنات مجهرية شائعة في الماء وتوجد أحيانا في التربة، ولا تنتج جميعها سموماً، لكن العلماء قلقون لأن تغير المناخ يرفع درجات الحرارة العالمية، ما قد يمكن بعض أنواع “البكتيريا الزرقاء”، أن تلحق ضرراً بالبشر والحيوانات.
وأشارت بعض النظريات العلمية أن الأفيال لقوا حتفهم بسبب فيروس القوارض المعروف باسم “التهاب الدماغ والقلب” (EMC) أو السموم من تكاثر الطحالب.
وأوضح ممادي روبن وهو طبيب بيطري بوزارة الحياة البرية والمحميات الطبيعية أن “نفوق الأفيال نتج عن تسممها بفعل البكتيريا الزرقاء التي كانت آخذة في الانتشار في المياه”.
وتضم بوتسوانا، التي تقع بين زامبيا وناميبيا وجنوب أفريقيا، نحو 130 ألف فيل حر، أي ما يعادل ثلث العدد الإجمالي المعروف للفيلة في كل أنحاء أفريقيا.
وبلغ عدد الأفيال التي عثر عليها نافقة منذ مارس الماضي، أكثر من 300 فيل، واستبعد احتمال أن يكون الصيد الجائر هو السبب لأن أنياب الفيلة النافقة بقيت سليمة ولم تمس.
ولاحظ روبن أن نفوق الفيلة توقف في نهاية شهر يونيو، وهي الفترة التي تجف فيها مستنقعات المياه، وأكدت تحاليل الدم أن السبب هو بكتيريا زرقاء تنتج سموماً عصبية.
وقالت باتريشيا غيلبرت الأستاذة في مركز “جامعة ميريلاند للعلوم البيئية”، والتي درست البكتيريا الزرقاء: “توفر الظروف المناسبة في الوقت المناسب وفي المكان المناسب، يتيح لهذه الأنواع من البكتيريا أن تتكاثر”، بحسب “رويترز.