برندة نيوز
برزت قصة الطفل اللبناني جورج، الذي بات صاحب لقب “الطفل المعجزة”، بعد ولادته في ظروف مستحيلة في اللحظة التي ضرب فيها الانفجار المرعب مرفأ بيروت.
وكان والد الطفل، ويدعى إدموند خنيصر، يتحضر لالتقاط بعض الصور للذكرى، داخل قاعة عمليات الولادة حيث كانت زوجته إيمانويل على وشك وضع مولودهما الأول.
وشاءت الأقدار أن تنقلب أمنيات إيدموند إلى لحظات من الرعب بعد وقوع أكبر انفجار في تاريخ لبنان، والذي أطاح بنوافذ كاملة على سرير المستشفى الذي ترقد عليه زوجته البالغة من العمر 28 عاماً.
وقالت إيمانويل وهي تعيد تجميع المشاهد لتوابع اللحظات الأولى من الانفجار الكبير في بيروت: “رأيت الموت بعيني… قفز السؤال (هل انتهى كل شيء؟) كنت أتلفت حولي، وأنظر للسقف، لا أنتظر سوى سقوطه علينا”.
وأزال الطاقم الطبي الدماء وشظايا الزجاج المحطم وحملوا، مدفوعين بفطرتهم، إيمانويل إلى الممر، خشية وقوع انفجار آخر.
وكانت إيمانويل على وشك الإصابة بالإغماء، واهتزت بشدة من الأعماق، وقالت إنها كانت تعلم أن واجبها التركيز على الولادة، وكانت تتحدث لنفسها بكلمات مفادها: “يجب أن يأتي إلى الحياة.. يجب أن أكون قوية جداً”.
وبعد الانفجار مباشرة، كانت ستيفاني يعقوب، كبيرة الأطباء في قسم أمراض النساء والتوليد بالمركز الطبي الجامعي في مستشفى سان جورج، قد خرجت مسرعة من الغرفة لمساعدة ممرضة مصابة، ولكن، كان قد فات الأوان وماتت الممرضة.
وأسرعت ستيفاني متجهة على الفور إلى إيمانويل لمساعدتها في الولادة، مع البروفيسور إيلي أناستاسيادس وفريق من المسعفين، وقالت: “انقطعت الكهرباء وكانت الشمس تتجه للمغيب، لذلك كنا نعلم أن علينا إنجاز ذلك في أسرع وقت ممكن، وعلى أضواء الهواتف المحمولة، جاء إلى العالم”.
وتوفي 17 شخصاُ في مستشفى سان جورج بعد الانفجار مباشرة وأصيب العشرات، بمن فيهم والدة إدموند خنيصر، التي أصيبت بستة كسور في الضلوع وثقب في الرئة، بحسب “reuters“.
وقال خنيصر الذي كان يركض متنقلاً بين زوجته وأمه إن هدفاً واحداً كان في ذهنه، وهو نقل ابنه الوليد جورج إلى بر الأمان، وعندما ركبوا سيارات الغرباء وخرجوا من محيط منطقة الانفجار، بدأت تتكشف أبعاد المأساة وحجم الدمار، ووصلوا في نهاية الأمر إلى مستشفى خارج العاصمة مباشرة وجرت أخيرا إجراءات غسل الوليد جورج وتنظيفه.
وقال إدموند، وهو يعرض صور ابنه على صفحة أنشأها له على موقع “إنستجرام”، يطلق عليها معجزة الطفل جورج إن “جورج مميز للغاية، إنه نور في الظلام.. ولادة وسط الحطام”.