مها خالد – برندة نيوز
يشغل الوضع الصحي في قطاع غزة اهتمام الكثيرين حول العالم، نظراً لانهيار المنظومة الصحية وتردي وضع المستشفيات والمراكز العلاجية وشح بل وانعدام المواد الطبية هناك، بحسب ما تصرح به وزارة الصحة باستمرار.
ورغم محاولة الجهات الصحية في قطاع غزة السيطرة على الأوضاع وعدم السماح بانتشار فيروس “كورونا” المستجد في القطاع وهو ما سيكون مقدمة لكارثة إنسانية، إلا أن وقائع الحال على الأرض تثير شكوك الكثيرين حول القدرة على ضبط الأمور.
وتسود حالة من القلق والترقب في الشارع الغزي، بعد الإعلان مؤخراً عن فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر لدخول العالقين، وتتعاظم المخاوف من تفاقم الأزمة حال وصل إلى القطاع عدد من المصابين.
وتقول مصادر طبية في قطاع غزة إن العمل وفق الإمكانيات المتاحة ينذر بوضع أكثر ضبابية، حيث توقف فحص الكثير من الحالات المحجورة في مراكز الحجر الصحي المختلفة لعدة أيام بعد نفاد مواد الفحص المخبري.
يذكر أن مراكز الحجر الصحي كان تحتوي أكثر من 1000 نزيل موزعين على المدارس والفنادق التي حددتها وزارتي الصحة والداخلية، غادر معظمهم إلى الحجر المنزلي بعد فحصهم وكانت النتيجة سلبية، علماً أن معظمهم كانوا من المسافرين الذين عادوا للبلاد.
وتتوقع الجهات الرسمية في قطاع غزة وصول نحو 800 مسافر سيقضون 21 يوماً في مراكز الحجر الصحي المخصصة لهم بعد سلسلة من الإجراءات الوقائية.
وتجدر الإشارة إلى أن معبر رفح أغلق قبل أسابيع أمام حركة المسافرين تنفيذا للإجراءات الوقائية التي أعلنتها وزارة الداخلية خشية تفشي الفيروس بين أهالي قطاع غزة.
ووفق خطة أعدتها وزارتيْ الداخلية والصحة، فإنه تم تجهيز 500 غرفة لاستيعاب 1000 شخص في المنطقة الشمالية، بينما سيكون أمام أصحاب الأمراض المزمنة الحجر في الفنادق أو مراكز الحجر الصحي التابعة لوزارة الصحة، حيث سيتم توزيع كل شخص على الحجر المناسب حسب وضعه الصحي.
وقال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، في تصريح لموقع “برندة نيوز”، إن “الجهات المختصة اتخذت كافة السبل الوقائية لإدخال العائدين إلى قطاع غزة، حيث سيزود كل مسافر بكمامة وسيتم شرح التوجيهات الوقائية حتى وصولهم إلى أماكن الحجر وكذلك فحصهم بواسطة الكاميرا الحرارية (..) كما سيتم تعقيم شنط المسافرين داخل المعبر وتسليمها لمندوب من ذوي المسافر”.
وأضاف معروف: “في البداية كانت توصيات اللجنة الطبية تدعو إلى الحظر وفرض منع التجوال، لكن بعد قراءة الواقع الميداني وتوصية لجنة الاختصاص أكدت أنه لا داعي من التشديد فالإجراءات الوقائية المتبعة أثبتت نجاعتها وحققت نتائج إيجابية”.
وأكد أن الحالات القادمة عبر معبر رفح سيتم التعامل معها وفق إجراءات مشددة أكثر حتى تصل إلى أماكن الحجر الخاصة، دون السماح لأي من المواطنين الاحتكاك بها.
وفي سياق متصل، حذر تقرير دولي صادر عن مجموعة الأزمات الدولية، بعنوان: ” قطاع غزة وكوفيد-19، الاستعداد للأسوأ”، من ظهور حالات “كوفيد – 19” في قطاع غزة، حيث يعيش نحو مليوني فلسطيني في مساحة 365 كيلومتر مربع، وتعيش أعداد كبيرة منهم في مخيمات للاجئين، حيث يصعب تحقيق التباعد الاجتماعي فيها.
وأكد التقرير أن تفشي وباء كورونا، على “نطاق واسع، من شأنه أن يدمر بسرعة نظام الرعاية الصحية في القطاع الذي أنهكته سنوات من الحرب والحصار الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه في مثل هذه الحالة، عدد الضحايا سيكون مرعباً، فالقطاع هو أحد أكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان.