يركز العالم أنظاره صوب دولة الإمارات، اليوم الثلاثاء، لمتابعة لحظات تحبس الأنفاس، سيكون العالم فيها، والإمارات على وجه الخصوص مع إنجاز علمي هائل، هو الأول عربياً.
ويترقب العالم وصول “مسبار الأمل“، أول رحلة عربية استكشافية من نوعها، إلى مدار كوكب المريخ، ليكون أول مهمة من أصل 3 مهمات فضائية تبلغ الكوكب الأحمر هذا الشهر.
وتبدأ عملية دخول “مسبار الأمل” إلى مدار كوكب المريخ، والتي تستغرق 27 دقيقة، عند الساعة 03:30 بتوقيت جرينيتش، أي 07:30 مساء بالتوقيت المحلي للعاصمة أبوظبي.
مهام متنوعة
وأطلقت كل من الإمارات والصين والولايات المتحدة، مهمات إلى كوكب المريخ، في يوليو الماضي، مستفيدة من تموضع فضائي ملائم لإرسال دفعة جديدة من آليات البحث إلى المدار أو إلى سطح الكوكب الأكثر استقطاباً للاهتمام في المجموعة الشمسية.
وفي حال نجاح المهمة، ستصبح الإمارات، التي تحتفل هذا العام بذكرى ولادتها الخمسين، خامس دولة في العالم تصل إلى المريخ، بينما ستصبح الصين السادسة في اليوم التالي.
وينبغي أن يدور المسبار إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط، وتستمر عملية حرق الوقود باستخدام 6 محركات للدفع العكسي (دلتا في) لمدة 27 دقيقة، ليقوم ذاتياً بخفض سرعته من 121 ألف كيلومتر إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة.
وتستهلك العملية المعقدة نصف الوقود في المسبار، كما سيتطلب وصول إشارة من مسبار “الأمل” إلى الأرض مدة 11 دقيقة.
الهدف الأكبر
وكان رئيس الوزراء ونائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أكد في وقت سابق في تغريدة أن “نسبة النجاح المتوقعة لدخول مدار المريخ 50 %، ولكننا حققنا 90% من أهدافنا بناء كوادرنا ومعارفنا”.
وقال في تغريدة أخرى: “غداً نحتفل بخمسين عاماً من التأسيس عبر وصولنا للمريخ بإذن الله..نحتفي بثمرة عمل زايد وراشد طيب الله ثراهم في بناء الإنسان ..غداً نبدأ الاستعداد للخمسين الجديدة ..غداً نثبت للعالم أن لا شيء مستحيل أمام الإمارات والإماراتيين..غداً نصل بالعرب لأبعد نقطة في الكون”.
غداً نحتفل بخمسين عاماً من التأسيس عبر وصولنا للمريخ بإذن الله..نحتفي بثمرة عمل زايد وراشد طيب الله ثراهم في بناء الإنسان ..غداً نبدأ الاستعداد للخمسين الجديدة ..غداً نثبت للعالم أن لا شيء مستحيل أمام الإمارات والإماراتيين..غداً نصل بالعرب لأبعد نقطة في الكون#العرب_إلى_المريخ pic.twitter.com/QbSt7xqqtU
— HH Sheikh Mohammed (@HHShkMohd) February 8, 2021
وقال مدير “مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ” عمران شرف لوكالة (AFP) إن “هذا المشروع يعني الكثير للدولة والمنطقة ومجتمع العلم والفضاء العالمي”.
وأكد أن “الأمر لا يتعلق بالوصول إلى المريخ، إنه أداة لهدف أكبر بكثير. أرادت الحكومة رؤية تحول كبير في عقلية الشباب الإماراتي … لتسريع إنشاء قطاع علوم متقدمة وتكنولوجيا في الإمارات”.
وفي حين أن هدف المهمة تقديم صورة شاملة عن ديناميكيات الطقس في أجواء الكوكب وتمهيد الطريق لتحقيق اختراقات علمية، فإن المسبار جزء من هدف أكبر هو بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال 100 عام.
البداية الحقيقية
وهذه أول مهمة من نوعها في العالم العربي، وقد صممت لتكون مصدر إلهام للجيل الشاب في منطقة غالبا ما تشهد صراعات وأزمات اقتصادية.
ويستخدم المسبار 3 وسائل علمية لمراقبة الغلاف الجوي للمريخ، ومن المتوقع أن يبدأ في إرسال المعلومات إلى الأرض في سبتمبر 2021.
وحدها الولايات المتحدة والهند والاتحاد السوفياتي السابق ووكالة الفضاء الأوروبية نجحت في إرسال بعثات إلى مدار الكوكب الأحمر.
وعلى عكس مشروعي المريخ الآخرين، “تياونوين-1″ الصيني و”المريخ 2020” الأمريكي، لن يهبط المسبار الإماراتي على الكوكب الأحمر، بل سيدور بدلاً من ذلك حوله، لمدة عام مريخي كامل، أي ما يعادل 687 يوماً.