انطلقت أعمال أكبر مشروع علمي في القرن الواحد والعشرين، وهو أكبر تلسكوب على سطح الأرض خلال العقد المقبل، والذي سيتألف من مجموعة ضخمة من أجهزة استقبال موجات الراديو.
وسيتم نصب تلسكوب “SKA” وهو اختصار (Square Kilometre Array) ، والذي سيكون مدعماً بأجهزة كمبيوتر عملاقة، في موقعين في جنوب أفريقيا وأستراليا، لمنح علماء الفلك إجابات حول أسئلة أساسية حول الفيزياء الفلكية اليوم.
وكان ما يسمى “مجلس مرصد الكيلومتر مربع” قد أقر في أول اجتماع له، خطط بناء أكبر تلسكوب على سطح الأرض خلال العقد المقبل، والذي تتألف وثائقه من ألف صفحة، كما تذكر شبكة “bbc” البريطانية.
وذكرت الشبكة أن المستقبلات الحساسة، التي وصفتها بأنها “غير مسبوقة”، ستلتقط أي إشارات مقبلة من الفضاء الخارجي للأرض، كما أنها ستجيب على أسئلة محورية مثل كيف تألقت النجوم الأولى في الكون؟ وما هي “الطاقة المظلمة”، وماهو الشكل الغامض للطاقة الذي يبدو أنه يفصل بين الأجرام الكونية بمعدل متسارع؟ وهل نحن وحدنا في الكون؟
شهادات حية
ونقلت الشبكة البريطانية عن البروفيسور فيل دايموند مدير عام المشروع قوله: “وافق المجلس على سلسلة كاملة من السياسات واللوائح والإجراءات التي ستجعل المرصد حقيقة”.
ويتمركز المرصد في مواقع نائية وغير مأهولة في كارو في شمال كيب تاون بجنوب إفريقيا، وفي مورشيسون في غرب أستراليا، وسيكون الهدف هو بناء مساحة تجميع فعالة تبلغ مساحتها مئات الآلاف من الأمتار المربعة.
ويشتمل التلسكوب، الذي ستبلغ تكلفته نحو 2.4 مليار دولار، على مزيج من الهوائيات العاكسة أو “الأطباق”، بالإضافة إلى هوائيات ثنائية القطب، والتي تشبه إلى حد ما هوائيات التلفزيون التقليدية.
وسيعمل النظام عبر نطاق تردد من حوالي 50 ميغا هرتز إلى 25 غيغا هرتز، ومع حساسية تلك اللواقط يجب أن يمكن هذا التلسكوب من اكتشاف إشارات الراديو الخافتة جدا القادمة من مصادر كونية على بعد مليارات السنين الضوئية من الأرض.
ومثل العديد من مرافق علم الفلك الكبيرة، أعربت “إس كي إيه” مؤخراً عن قلقها بشأن النشر الضخم لأقمار الاتصالات الجارية حالياً.
وبالنسبة للتلسكوبات البصرية يمكن للمركبة الفضائية التي تتحرك عبر مجال الرؤية أن تترك خطوطاً في صورها، أما بالنسبة للتلسكوبات اللاسلكية مثل “إس كي إيه” فإن الإرسال من الوصلة الهابطة من الأقمار الصناعية لديه القدرة على إحداث التشويش.