أسدل الستار في دولة الإمارات على قضية مؤلمة كانت ضحيتها طالبة إماراتية تدعى روضة المعيني، تعرضت لأخطاء طبية كارثية في أحد مراكز الجراحات السريعة، بدبي، ما أدى لحصول مضاعفات خطيرة وإصابتها بعاهة مستديمة تتطلب العلاج المستمر مدى الحياة.
وقررت محكمة التمييز الإماراتية برفض طعون الأطباء المتهمين في الواقعة وإدانتهم وتوقيع العقوبة المقضي بها عليهم ابتداء، بالحبس لمدة سنة وإبعادهم عن الدولة بعد تنفيذ العقوبة، وتغريم مركز الجراحات اليومية الذي زارته الضحية 300 ألف درهم، وإلزام جميع الأطباء بتأدية مبلغ التعويض المدني المؤقت المطالب به.
وكانت محكمة الجنح في دبي أصدرت، مارس الماضي، حكماً بالحبس عاماً ومن ثم الإبعاد للمتهمين الثلاثة في قضية المواطنة روضة المعيني، وهم الطبيب الجراح، وطبيب التخدير، وفني التخدير، وقضت بتغريم مركز جراحات اليوم الواحد الذي أجريت فيه العملية 300 ألف درهم.
وكانت الضحبة روضة المعيني قد عانت من صعوبة في التنفس عبر أنفها، فلجأت إلى المتهم الأول “طبيب الأنف والأذن والحنجرة”، فشخص حالتها بأنها تعاني من انحراف في حاجزها الأنفي وتحتاج لتدخل جراحي وتجميل للأنف، وحدد موعداً لإجراء الجراحة في أحد مراكز جراحات اليوم الواحد، غير المهيأة لعمل هذا النوع من الجراحات في حضور المتهمين الثاني “طبيب التخدير” والثالث “فني التخدير” المساعد له.
وأظهرت التحقيقات أن العملية الجراحية قد شابها أخطاء طبية جسيمة وصفتها التقارير الطبية المرفقة بالتحقيقات، وقد تخلف لدى المجني عليها من جراء هذه الأخطاء الجسيمة المتضافرة عاهات مستديمة صورها وحدد نسبتها تقرير اللجنة العليا للمسؤولية الطبية.
التقرير الطبي
وأصدرت اللجنة العليا للمسؤولية الطبية تقريرها النهائي في نوفمبر الماضي، مؤكدة أن الإهمال الطبي الذي تعرضت له روضة، أدى إلى فقدانها لجميع قدراتها الدماغية والذهنية والجسدية وكافة حواسها البصرية والسمعية بحيث أصبحت في حالة عجز تام بنسبة 100%، الأمر الذي يستدعي توفير مساعدة ومتابعة طبية وعناية تمريضية لها على مدار الساعة.