أقدم مواطن مصري “متحجر القلب ومعدوم الإنسانية”، حسب ما وصف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل ناشطين، على تعرية طفلته الرضيعة في الشارع وتركها دون ملابس في ظل البرد القارص الذي يعصف بالبلاد هذه الأيام.
ويسمع في الفيديو بعض المبررات الواهية التي ساقها ذلك المواطن المصري ليبيح لنفسه ما يفعله في رضيعته، حيث قال إنه يرد أن يحرق قلب والدتها عليها والانتقام منها، وسط جيرانها، رافضاً أي تدخل من أي شخص بحجة أنها ابنته وله الحق فيما يفعله بها، مهدداً أي شخص يحاول إنقاذ الطفلة العارية.
صدمة عارمة
ويسمع في خلفية المقطع سيدة تبكي حرقة وألماً وتقول “يا بنتي يا حبيبتي يا بنتي”، دون أن يتم معرفة علاقتها بالطفلة الرضيعة وهل هي والدتها أم أنها إحدى الجارات التي كانت توثق بهاتفها المقطع وتأثرت بما حصل، خلال تلك الجريمة بحق الطفولة.
ووقف بعض الأهالي في صمت أمام ذلك المشهد المبكي، بعدما جرد “رمضان”، كما تردد اسمه، طفلته الرضيعة من ملابسها، وتركها وغادر المكان، بينما الطفلة تحبو خلفه، لكنه عاد وظل يكيل الشتائم لوالدتها، بسبب خلافات بينهما، على ما يبدو.
وبسبب صراخ الأم ومطالبتها له بمغادرة المكان، عاد نكاية فيها، وأشعل النيران في ملابس الطفلة، ووضعها عليها، إلا أن أحد المواطنين في الشارع تصدى له لمنعه من إحراق الطفلة، وحملها بين يديه، لكن “رمضان” اعتدى عليه بالضرب.
محاولة إنقاذ
واشتبك والد الطفلة، مع عدد من الجيران، الذين حاولوا التدخل لمنعه من إحداث أي أذى بالرضيعة، التي أمضت وقتاً طويلاً في الشارع في ظل البرد القارص وهي عارية بدون ملابس، في مشهد أثار غضباً وحزناً عارمين.
واحتدت الاشتباكات اللفظية والجسدية بين والد الرضيعة وجيرانه، الذين زاد عددهم ما بين رجال ونساء، حضروا من المنازل القريبة لإنقاذ الطفلة، التي قال والدها إنه سيشعل النار في جسدها الصغير، وهو ما جعل الناس تهرع لنجدتها.
واستنكر النشطاء ما حدث من جانب هذا الشخص الذي قال إنها ابنته، مطالبين بسرعة فحص الفيديو وتحديد هوية ومكان هذا المواطن والقبض عليه وإنزال أشد العقوبة به كونه لم يرحم الطفلة التي لا حول لها ولا قوة وعدم إدراكها لما يدور حولها.
تدخل أمني
ولاحقاً، ألقت الأجهزة الأمنية في مصر القبض على “رمضان” والد الطفلة، فيما كشفت والدتها الطفلة أن زوجها عذب الرضيعة بسبب خلافات بينهما منذ انفصالها عنه، قبل 5 أشهر، وهو ما نتج بسبب طباعه السيئة، وأنه معتاد ارتكاب أفعال غريبة، على حد زعمها.
وأشارت الأم إلى أن سبب تعذيب الأب لطفلته جاء بسبب مطالبتها له بضرورة الاعتراف بها، إلا أنه يرفض نسبها وينكر أنها ابنته، مؤكدة أنها رفعت دعوى قضائية للطلاق منه، بسبب أفعاله.
من جانبها، قالت أمين عام المجلس القومي للأمومة والطفولة في مصر، الدكتورة سحر السنباطي، إنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الأب صاحب واقعة حرق الطفلة في محافظة الدقهلية، حيث تم عمل بلاغ للنائب العام.
وأشارت السنباطي في بيان إلى أن الطفلة تدعى سيدة، وتبلغ من العمر عامين والأم اسمها آمال، والأب يدعى رمضان المنشاوي 34 سنة ويعمل ميكانيكي، ويوجد خلافات بينهما، وهو ما دفعه للتصرف بهذا الأسلوب بعد رفض الزوجة العودة للمنزل، إثر خلافات بينهما بعدما توجهت إلى منزل أهلها .
ولفتت الدكتورة سحر السنباطى، إلى أنه تم استدعاء الأم، وسيتم التعرف على مشاكلها، وتقديم الدعم اللازم لها ومساعدتها، وتوفير حياة كريمة لها.